ما السعادة الزوجية، وهل صحيح أن لها مؤشرات شكلية تدل عليها تصرفات الزوجين أمام الآخرين؟ أم أنّ مفهوم تلك السعادة نسبي، ويختلف بين شخص وآخر؟
كشفت دراسة أعدّها كل مَنْ أستاذ علم النفس التربوي، الدكتور عيسى البلهان، وأستاذ علم الإجتماع العائلي الدكتور فهد الناصر، أن 74 في المئة من الشباب يدركون مقوّمات السعادة الزوجية. وقد شملت هذه الدراسة عينة من 935 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و33 عاماً، وهي أكدت وجود علاقة طردية بين مستوى الدخل والسعادة الزوجية. كما أوضحت أن عامل الثقة والإطمئنان النفسي، بوصفه أحد مؤشرات السعادة الزوجية، حاز إجماع 80 في المئة من إجمالي العينة، وأنّ الرجال أكثر ثقة وإطمئناناً مقارنة بالسيدات، وأنّ الأزواج من ذَوي الدخل المرتفع، هم الأكثر تعبيراً عن الثقة والإطمئنان النفسي. وأشارت الدراسة إلى أن 79 في المئة ممّن شملتهم العينة، يعيشون حالة من التوافُق الأسري، ولا يختلف في ذلك الرجال أو النساء. بناء على ذلك، هل يُدرك جميع المتزوجين معنَى السعادة الزوجية في حياتهم، وهل يعكسون ذلك فعلاً وقولاً وعملاً؟ وهل المؤشرات التي تُوحي بأنّهم سُعداء، تعبِّر حقيقة عن طبيعة العلاقة القائمة في ما بينهم، أم أنّها مجرّد مظاهر لا تعكس حقيقة ما يجري داخل البيوت؟
- ممارسات شكلية:
تؤكد فاطمة الكندي أنّ "السعادة الزوجية، بكلمات الحب والغزل"، لافتة إلى أنّ "الرجل يعبر عن عواطفه بطريقة مادية". تقول: "زوجي يعبر عن سعادته بالهدايا. لكن التعبير عن السعادة يختلف بين المثقف والرجل العادي الذي قد يعبر عن حبه ببطيخة". كذلك، تعتبر الكندي أن "مؤشرات الحب تتفاوت بين الأزواج، فهناك مَن يرفض التعبير عن سعادته أمام الناس من باب الخجل، أو لأن طبيعة مجتمعنا متحفظة وترفض هذه الممارسات. في حين أن بعض النساء يتحسسن من هذه السلوكيات ويعتبرنها شكلية". وعما إذا كانت حريصة على إظهار سعادتها الزوجية أمام الآخرين، تقول: "أنا أحب أن أظهر سعادتي لتشجيع زوجي على الاستمرار في طريقة تعامله معي، وليكون مثالاً لغيره. فأنا أثني عليه دائماً، وأحاول أن أرضي غروره كرجل شرقي، ليس من باب المباهاة، إنّما نتيجة شعور صادق نابع من ذاتي. ذلك أن من الطبيعي أن أسعَى إلى إظهار الصورة الحقيقية، وأنّه يحاول إسعادي دائماً"، مؤكدة أن "من حق الزوجة أن تُظهر الجانب الإيجابي من حياتها الأسرية، حتى وإن كان الآخرون غير معنيين بذلك".
تضيف: "صحيح أنّ الحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات، لكن ذلك لا يعني غياب السعادة، ويكفيني أن أتلقى منه رسالة تحمل كلمات رقيقة، وكأنّه يقول لي: "أنت في فكري". وترى الكندي أن "مفاخرة الزوج بزوجته أمام الآخرين، واحترامه لها، وعدم تجاهلها في الحوار، وحرصه على الوجود معها دائماً، من أبرز مؤشرات السعادة". تتابع: "لكل قاعدة إستثناء، فهناك أزواج تظهر عليهم مؤشرات السعادة كافة، لكنّهم بعيدون كل البُعد عنها".
- مملكة السعادة:
من ناحيتها، تقول منال الطيب (صاحبة مشروع للمأكولات) إنّها تشعر بالسعادة الزوجية حين تقدم لزوجها أكلة يحبها، وترى أن "أقصر الطرق إلى قلب الرجل هو معدته"، لافتة إلى أنّ "التواصل الفكري، ومشاركة المرأة زوجها في مشاغله وهمومه، همَا من مؤشرات السعادة". وتشير إلى أنّ "المرأة تصبح سعيدة إذا استطاع الرجل احتواءها نفسياً وعاطفياً ومادياً، ليصبح بذلك بمثابة ملك ورداً على سؤال حول كيفية قراءتها مستوى السعادة بين الزوجين، تقول: "إذا كانت تلك السعادة صادقة، أقرأها في عيونهم. فالمظاهر خادعة، والزوج السعيد لا يحاول استفزاز مشاعر الآخرين، وإثارة الغيرة بين النساء، لأن تلك تكون تصرفات مفتعلة". وتؤكد منال أنها تخاف من الحسد، إذا أظهر زوجها سعادته الزوجية أمام الناس". تقول: "الرجل الناجح، يشعر بأهمية زوجته في المجتمع، وبقوة علاقتها الإجتماعية، فيجعله ذلك فخوراً. أما إذا كان الرجل فاشلاً، فقد لا يبخل بأي جهد ليقوم بتحطيمها أمام المجتمع". تضيف: "عندما نجحت صديقتي في عملها، بدأ زوجها في تحطيمها، وأدَّى ذلك إلى تكبدها خسائر فادحة، إلى أن قررت الإنفصال. على الرغم من أنها، وحين كانت العلاقة بينهما متدهورة، كانت تحاول أن تُظهره أمام المجتمع على أنّه زوج مثالي رائع، وكانت تخفي كل مشكلاتها عن أعين الناس".
- انعكاس إيجابي:
بدورها، تعتبر حنان حامد (معلمة رياضيات) أنّ "الوضوح بين الزوجين، وقبول أخطاء الآخر، مؤشران حقيقيان إلى صدق المشاعر". وإذ تكشف أن زواجها مستمر منذ تسع سنوات، تؤكد أنّ "ذلك لا يعني أن حياتها سعيدة في المطلّق". وتقول: "قد تطرأ على الحياة مشكلات مادية، أو أسرية، لكنها تظل في حدود الأسرة وداخل الغرف المغلقة"، لافتة إلى أنّ "السعادة تنعكس على استقرار الأسرة والأبناء وتولّد الراحة النفسية".
- رسائل شوق:
وتقول أُم حمد (موظفة) إنّها متزوجة منذ 21 عاماً وحريصة على إسعاد زوجها "الذي لا يستغني عني ولا يطيق البعد"، لافتة إلى أنّه "عندما يسافر، يبعث إليَّ برسائل تحمل معاني الشوق. وعندما يعود أستقبله بالورود"، مؤكدة أن "من مظاهر السعادة أننا نضحك ونتكلّم. وأن زوجي يحترمني أمام الأهل ولا يقلل من شأني".
أمّا بالنسبة إلى وفاء أمير سليمان (معلمة)، فإنّ السعادة، وبعد 25 عاماً من الزواج، "تعني الإستقرار المادي والمعنوي". وفي هذا السياق، تلفت حنان إلى أن "كل زوجة لديها لحظات سعيدة مع زوجها، وأخرى فيها خصام ونقاش"، مشيرة إلى أنّها، وفي حال حصل خصام بينها وبين زوجها، يقوم الأخير بإرسال هدية إليها، وإذا لم تسمح ظروفه المادية بذلك يرسل إليها رسالة حب تُنسيها الخصام وتزيل المشكلة بما تولّده من سعادة. وفي المقابل، يؤكد زوجها محمّد توفيق سليمان قائلاً: زوجتي مربية وزوجة صالحة، وأنا سعيد بها. وكل يوم يمر علينا تزيد محبتي لها"، لافتاً إلى أن "أسعد أوقاتي تكون عندما نتجاذب أطراف الحديث معاً". يضيف: "بالدلال والكلمة الطيِّبة، يستطيع الرجل أن يملك قلب المرأة، وتصبح حياته مستقرة. وزوجتي تحب الدلال لأنّها رقيقة في مشاعرها".
- تفاهُم وإحترام:
من جهته، تقول حنان عجاوي (ربة بيت متزوجة منذ 5 سنوات) إنّ "السعادة تُبنَى على التفاهم والإحترام". إلا أنّها تشير إلى أنّ "هذه الأشياء كانت مثار خلاف بيني وبين زوجي وتسببت في انفصالنا". وتؤكد حنان أن 90 في المئة من صديقاتها تعيسات بسبب إهمال أزواجهنّ لهنّ. وكثيرات منهنّ طُلقن بعد الأزمة المالية العالمية بسبب الضغوط المادية وكثرة الخلافات". وهي ترى أن "مؤشرات السعادة تظهر من خلال أسلوب الكلام والحوار بين الأزواج، ومدى الإحترام والثقة والتفاهم في ما بينهم". وتقول: "لقد كان زوجي يضربني ويهينني، لكن، عندما كنّا نخرج من المنزل أو أثناء وجودنا في مجتمع فيه أصدقاء مقرَّبون، كان يحاول أن يُظهر أنّه زوج مثالي، وسعيد في حياته، في حين أني كنت لا أطيق تلك التصرفات وأتمنى الإنفصال، ناهيك عن شعوري بالتعاسة. ذلك أنّه كان يخدع الناس في وقت كانت حياته مليئة بالمشكلات. باختصار، كان يدللني أمام الناس ويمثّل عليهم". وتؤكد حنان أنّ "الحب ليس بالكلام إنّما بالإحترام. فما معنى أن يضربني كل يوم ويعود ليقول إنّه يحبني؟".
- أهمية إظهار المشاعر:
في إطار متصل، يقول منذر رؤوف (محاسب) إنّ نتيجة 24 عاماً من زواجه، كانت الصدق والمواقف الإنسانية. يضيف: "تكمُن السعادة في أن يكون الزوج لطيفاً مع زوجته، يتقبّلها عندما تغضب، ويتحملها عند المرض". يتابع: أنا ضد الرجل الذي يكذب على زوجته، بحيث يبعَث لها بالهدايا، وفي الوقت نفسه يقضي سهرته مع امرأة أخرى". يستطرد: "هناك زوجات يرغبن في أن يلعب الزوج دور الحبيب أمام الناس، في حين يكنَّ على يقين أنّه يخونهنّ، ولديه علاقات أخرى، إلا أنهنّ يحاولن أن يؤكدن ويظهرن أمام الأخريات أن أزواجهنّ يحبونهنّ وأنهنّ الوحيدات في حياتهم".
- تقارُب الأفكار:
ويؤكد رجل الأعمال العراقي عمر رشيد، (متزوج منذ 4 سنوات)، أنّ سُبل الراحة والسعادة التي تعتمدها زوجته معه، "تكمن في طريقة الكلام والتصرفات، وكيفية تحضير الطعام، وترتيب الملابس وغير ذلك من الأمور". ويقول: "كل هذه الأجواء تجعلني سعيداً". يضيف: "أنا لا أتعمّد إظهار مشاعري أمام الناس، وأطلق لشعوري العنان، تاركاً الأمور تسير بشكل تلقائي، لكن، أحياناً تخرج من فمي كلمات حب عفوية، فأشعر بخجل إذا كنا أمام الناس". ويؤكد أنّ "التكافؤ الثقافي والإجتماعي بيننا هو ما يؤدي إلى السعادة. فعندما تزوجنا اندمجت العادات بالتقاليد الخاصة بزوجتي، وتقاربت أفكارنا، وأصبحت مؤشراً إلى مدى السعادة الزوجية".
أما زوجته لمياء أحمد، فتقول: "تكمن سعادتي في تحقيق طلباتي وإهتمام زوجي بي، وأنا أرى سعادته في ابتسامته وطريقة كلامه". وتشير إلى أنّها تعتقد أنّ الإهتمام الذي يزيد على اللازم أمام الآخرين، "هو بمثابة تمثيل، ويجعل الناس ينتقدونه"، لافتة إلى أنها عندما تكون سعيدة "أحكي عن إنجازات زوجي، وأمدحه أمام الناس".
- تأثير السعادة:
وعن تأثير السعادة والمؤشرات الدالة عليها في الحياة الزوجية، تقول أستاذة علم الإجتماع الدكتورة موزة غباش إنّ "السعادة هي سر الحياة وهي تُولّد الإحساس بالسلام والأمان، وبإرضاء الذات والعطاء". تضيف: "نحن الذين نحدد السعادة بأفكارنا الإيجابية، فنحوّل حياتنا إلى بهجة. وذلك نتيجة حالة الإتفاق بين الزوجين ورضا كل منهما عن لآخر، فإذا انتُقص شيء من هذه الأشياء، تكون الحياة أقرب إلى التعاسة. أما إذا ازداد الخلاف على حدود القبول، فتنتكس الحياة". تضيف: "ليس من الضرورة أن يخدع الزوجان الآخرين، فمظاهر الاحتكاك الجسدي بينهما في الشارع العام (لمس اليد، الاحتضان وغير ذلك) هي من المظاهر التي تعكس حقيقة العلاقة الزوجية"، لافتة إلى أنّ "الرجل العربي يخجل من ممارسة هذه السلوكيات، التي تعكس الجانب الحميم في العلاقة, تتابع :"كثيرات من النساء يخفين سعادتهن خوفاً من الحسد وهذا خطأ، لأن إظهار الحب معناه نشر السعادة. هذه العلاقة التي تفتقد الحنان وإظهار الحب، هي التي أدت إلى الإندماج مع المسلسلات التركية والمكسيكية وإلى مشاهدة المواقف الشاعرية والرومانسية. وذلك كتعويض عن حالات الحب المكسورة والمختفية في عالمنا العربي". تتابع: "ربّما نشاهد مظاهر السعادة لدى الزوجين في مجتمعات عربية سبقتنا في مشوار الحضارة. وكلما زادت مشاعر الحب والسعادة بين الزوجين، استمرت العلاقة وانعكست على الأبناء، وأفرزت ما يُسمّى الأمن الإجتماعي". وتشير د. غباش إلى أنّه "عندما يشيع هذا الإحساس بين أفراد المجتمع، تنضبط العلاقات في ما بينهم"، لافتة إلى أنّ "السعادة الزوجية تعكس حالة من الرضا وقلة الضغوط، وتجعل الإنسان مبدعاً ومنتجاً في مجال عمله وداخل أسرته".
- "روشتة" السعادة:
"الإحساس بالسعادة شيء نسبي، فالإنسان يخلق لنفسه السعادة ويستمتع بها"، هذا ما تؤكده الإختصاصية الإجتماعية وداد الشاعر، التي تقول إنّ "السعادة ترتبط بنجاح العلاقة الزوجية في تأدية وظائفها، وتوفير متطلبات الحياة اليومية، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية، وتوفير الأمن والأمان والإحترام، والحب، والقناعة، وإنجاب الأطفال. وهذه مؤشرات الزواج الناجح". تضيف: "قد تمرُّ الحياة الزوجية بمعوقات، وعلى الزوجين التأقلم معها بصدق وتسامح ورومانسية. كما أن عليهما امتصاص الغضب، وإظهار المشاعر الإيجابية، بحيث يتقبل كل طرف الآخر ويتعلم فن الإستماع، والثقة بالشريك ومشاركته الوجدانية، وذلك لتجديد الحياة". وتشير إلى أنّ "لدى بعض الأشخاص القدرة على إرتداء قناع لإخفاء مشكلاتهم الزوجية، وإظهار مشاعر أخرى. في حين أن بعض الأشخاص لا يستطيعون المواجهة والحوار الهادئ، ويلجأون إلى رسائل نصية، يمكنهم من خلالها تجديد روتين الحياة وكسر حاجز الصمت العاطفي". تتابع: "هناك بعض الأزواج الذين يعملون معاً في مكان واحد، الأمر الذي لا يترك أي مجال للشوق أو الوله، ويكون كلامهم في محيط العمل معظم الوقت، وهذا ما قد يؤدي إلى الرتابة في العلاقة الزوجية. في حين أنّ البعض يحاول أن يساير هذه العلاقة خوفاً من الفشل أو من نظرة المجتمع أو الخوف على الأبناء"، مؤكدة أن "على كل طرف تدليل الطرف الآخر، وعدم الجمود في المشاعر والأحاسيس. والإبتعاد عن النقد الجارح وإظهار مشاعر السعادة والفرح عند تقديم هدية بسيطة".
- مشاعر زائفة:
وعن التأثيرات التي قد يولدها قيام الرجل بإخفاء سعادته الزوجية، يقول الإستشاري الأسري عبدالسلام درويش، إنّ "مؤشرات السعادة التي تظهر أمام الآخرين قد تكون زائفة، فنرى أزواجاً يبتسمون ويضحكون معاً، في حين يكون ذلك مجرّد "برستيج" إجتماعي لا يعبر عن حقيقة". ويؤكد أنّ "المشاعر بين الأزواج تظهر في محيط الأسرة وداخل البيت. ومن خلال المشاهدات الخارجية يظهر ما إذا كانت العلاقة سيِّئة أم إيجابية"، مشيراً إلى أنّ "المقياس الرئيسي لا يظهر إلا داخل البيت، لأن بعض الناس يمثلون السعادة في الخارج". ويؤكد أنّ "هناك مؤشرات إلى السعادة، تظهر من خلال الجلوس مع بعض أفراد العائلة، وعودة الرجل من عمله مبكراً، ومن خلال تزين المرأة لأجل زوجها وتبرُّجها، وعدم رفع الأصوات أثناء الحوار. وعكس ذلك إذا وجدنا زوجين أثناء وجودهما خارج البيت وهناك عدم إحترام أمام الآخرين، كأن يرفع الرجل أو المرأة الصوت أو يهينها الزوج بكلمات جارحة، أو في السيارة نجد حركة يده تشير إلى التوتر وعدم الصفاء وأنهما ليسا على توافق". يضيف درويش، إنّ "لكلٍّ من المرأة والرجل طريقته في إظهار مشاعر السعادة، فالمرأة تعبر عن ذلك بواسطة الكلام، وبشكل مباشر. أمّا الرجل، فيعبر عن سعادته من خلال دعوة إلى عشاء، أو شراء أغراض للمنزل، وهذا دليل على أنّه مستأنس بوجود زوجته. بينما يعتقد بعض الزوجات أن ما يقوم به أزواجهنّ واجب ولابدّ من تأديته"، لافتاً إلى أن "عدم وجود مظاهر حب صحيحة، هو ما يحدث المشكلات ويؤدي إلى الطلاق".
* نفاق إجتماعي:
تتحدث الطبيبة النفسية الدكتورة سعاد المرزوقي، عن مدى حاجة كل من الزوجين إلى إظهار مشاعره من حين إلى آخر. وتقول: "يختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر، لكن السعادة في المحصلة، تعني العطاء والإحترام والثقة والتقدير والحب". تضيف: "قد يوفّر الزوج لزوجته كل ما تريده ويجعلها تشعر بأنّها ملكة أحياناً. لكن، ربّما أنّ هذه الأشياء لا تُسعدها بقدر إهتمامه بها وإسماعها كلمات الحب، والإطراء من قبله."وتؤكد د. المرزوقي أن "من المفترض أن يُظهر كل من الزوجين سعادته بسبب وجودهما معاً"، لافتة إلى أنّه "ونتيجة للضغوط النفسية والإقتصادية، ومشكلات العمل، بات بعض الناس يغفلون التعبير عن السعادة". تتابع: "في ظل انشغالات الزوج، وفي اللحظة التي يشعر فيها بالسعادة، من المفترض أن يبعث برسالة إلى زوجته، ليُظهر لها من خلالها أنّه يفكر فيها، وهذا ما يخلق لديها شعوراً بالسعادة". تتابع: "كثيرات من النساء يطمحن إلى تلقِّي دعوة عشاء أو هدية من أزواجهنّ، فإذا لم تساعد الظروف على تلبيتها، لا يجب ألا نعبِّر عن مشاعرنا. فعندما يُعبر الزوج عن سعادته بالكلام المباشر أو غير المباشر، هو بذلك يشجع الزوجة على العطاء. وعندما تكون الزوجة سعيدة، فإن ذلك يجعل الرجل يشعر بالراحة، بالتالي يقوم بعمله الوظيفي بشكل أفضل"، لافتة إلى أنّ "السعادة تقلل من المشكلات، وتساعد على حلها بشكل يرضي الطرفين. وهي تعتمد على الرضا الذاتي، من خلال التعامل مع الطرف الآخر. فالرجل يريد أن يرى الأشياء الملموسة في الواقع، والمرأة تركِّز على العاطفة وكلمات الحب التي تُغنيها عن مال الدنيا". وترى د. المرزوقي أنّ "لغة الإشارات الجسدية أو اللفظية التي يُظهرها الزوج أمام المجتمع، لا تخلق سعادة، حتى وإن شاركته المرأة هذا النفاق".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]