لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ عَمَّاْ تَرَوْنَ بِدَهْشَةٍ
وَتَأَمَّلُوْهُ بِلَاْ اسْتِيَاءٍ أَوْ ضَجَرْ
لَاْ تَعْجَبُواْ إِنْ تَنْقَلِبْ كُلَّ الرُّؤَىْ
وَلْتَرْتَضُوْهَاْ مِثْلَمَاْ حُكْمَ الْقَدَرْ
لَاْ تَسْاَلُواْ عَمَّاْ يَدُوْرُ بِخُلْدِكُمْ
وَلِمَاْ تَرَوْنَ بِهِ الْعَجَبْ !
وَلَئِنْ تَوَاْرَىْ كَالْأَثَرْ
لَاْتَسْأَلُواْ كَيْفَ انْدَثَرْ
لَاْتَسأَلُواْ كَيْفَ الْخَلَاصَ
وَقَدْ هَوَىْ مَنْ يَنْتَظِرْ
وَلَئِنْ تَتِيْهُوْا فِي السُّبُلْ
لَاْ تَسْأَلُواْ أَيْنَ الْمَفَرْ
إِنْ كَاْنَ فِي بَعْضِ السُّؤَالِ مَرَاْرَةً
فَلْتَصْمُتُواْ
وَلْتَعْلَمُواْ
أَنَّ الْجَوَابَ هُوُ الْأَمَّرْ
......................
لَاْ تَسْأَلُواْ الْوَطَنَ الْكَبِيرَ
عَنِ الرَّعَايَاْ وَالْبَشَرْ
هَلْ يَنْعَمُونَ بِخَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ شَرٍ مُسْتَطِرْ
هَلْ يَأْكُلُوْنَ وَيَلْبَسُوْنَ وَيَلْعَبُونَ بِلَاْ حَذَرْ
أَوْ يَحْتَمُونَ بِحِصْنِهِ إِنْ يَدْعُ دَاْعٍ بِالنُّذُرْ
أَوْ يَفْتَدُونَ تُرَابَهُ بِالنَّفْسِ إِنْ لَاْقَى الْخَطَرْ
أَمْ غَرَّهُمْ طُولَ الْجَفَاءِ وَمَاوَعُوْا
أَنَّ الْمُلُوكَ إِذَاْ تَعَاظَمَ مُلْكُهَاْ
تَنْسَى الرَّعَاْيَاْ , تَسْتَحِي أَنْ تَعْتَذِرْ
.
لَاْ تَسْــــــــــــــــــــــأَلُواْ
لَاْتَسْأَلُواْ الْغُصْنَ النَّضِيرَ
لِمَا الْجَفَافُ قَدِ ارْتَوَى مِنْ زَهْرِهِ
وَلِمَاْ أَتَاهُ خَرِيفُهُ قَبْلَ الْأَوَانِ
غَدَا صَرِيمَاً رَوْضُهُ
وَتَسَاقَطَ الطَّلْحُ النَّضِيدُ عَلَى الثَّرَىْ
يَرْوِيِهِ دمعٌ مِنْ أَنِينٍ قَدْ جَرَىْ
مَاْعَاْدَ ظِلَّاً نَسْتَظِلُّ بِبِرْدِهِ
إِذْ نَكْتَوِي بِلَهِيبِ قَيْظٍ مُسْتَعِرْ
إِجْتَاحَنَاْ .. لَمْ نَعْتَرِضْ
وَبِغَيْرِ أَنْ نَدْرِي بِهِ
لَمْ يُبْقِ فِيْنَاْ أَوْ يَذَرْ
.
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ
لَاْ تَسْأَلُواْ الْقَلْبَ الْبَرِيءَ
لِمَاْ تَحَطَّمَ وَانْكَسَرْ
وَلِمَاْ اسْتُبِيْحَ مِنَ الْقُسَاْةِ وَمِنْ قُلُوْبٍ كَالْحَجَرْ
بِمَظَاْلِمٍ وَجَهَاْلَةٍ قَدْ عَرْبَدَتْ
وَتَآَمَرَتْ
وَعَلَى الْبَرَاءَةِ رَاْهَنَتْ
مَنْ يَاْتُرَىْ كَسِبَ الرِّهَانَ
وَمَنْ تَوَارَى وَانْحَسَرْ
عَنْ شَاْطِيءِ الْحُلْمِ الْجَمِيلِ بِأَنَّنَاْ كُنَّاْ بَشَرْ
أَبَدَاً نَصُوْنُ عُهُودَنَاْ
لَكِنْ هُنَاْلِكَ مَنْ غَدَرْ
.
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ
لَاْ تَسْأَلُواْ الطِّفْلَ الصَّغِيرَ
لِمَا التَّبَسُمُ قَدْ مَضَىْ مِنْ وَجْهِهِ
أَيْنَ ابْتِسَاْمَةُ ثَغْرِهِ ؟
وَلِمَاْ تَجَعَّدَ وَجْهُهُ مُنْذُ الصِّغَرْ
كَيْفَ الْكَآَبَةُ تَعْتَلِيْهِ
لِمَاْ الْكَدَرْ ؟
لَاْ تَسْأَلُواْ كَمْ مِنْ هُمُوْمٍ
أَرْهَقَتْ وَجْهَ الْقَمَرْ
كَيْفَ اخْتَفَى الْوَجْهُ الصَّبُوْحُ
لِمَاْ انْكَسَرْ
وَلَمَاْ الْحَيَاةُ تَمُوتُ فِي أَحْدَاقِنَاْ
وَيَجِفُّ نَبْعُ الْمَاْءِ فِي قَلْبِ النَّهَرْ
.
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ
لَاْتَسْأَلُواْ كَيْفَ الْحَمَاقَةُ تَسْتَحِي
مِنْ ثَمَّ عَقْلٍ نَرْتَجِي مِنْهُ الْعِبَرْ
إِنْ جَاْءَهُ الطُّوْفَانُ آَوَىْ لِلْجَبَلْ
تَرَكَ السَّفِيْنَ وَقَاْلَ إِنِّيْ آَمِنٌ
مِنْ كُلَّ صَوْبٍ جَاْءَهُ جُلَّ الْخَطَرْ
لِاْ تَسْأَلُواْ كَمْ مِنْ جَهُوْلٍ
يَعْتَلِي عَرْشَ الْفِكَرْ
وَلَئِنْ هَوَىْ بِحَمَاقَةٍ لَاْمَ الْقَدَرْ
.
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ
لَاْتَسْأَلُواْ مَنْ مَاْتَ
فَالْمَوْتَى كُثُرْ
الْيَوْمَ مَأْتَمُ لِلْوَفَاءِ
وَذَاكَ قَلْبِي يَنْتَظِرْ
هَانَحْنُ نَذْهَبُ لِلْعَزَاءِ
بِغَيْرِ دَاْعٍ أَوْ نُذُرْ
وَبِغَيْرِ حُزْنٍ في الْقُلُوبِ
وَلَاْ مَلَاْمَةَ لِلْقَدَرْ
فَغَدَاً نُعَاتِبُ مَنْ يَمُوتُ
وَلَا نَلُومُ مَنِ انْتَحَرْ
.
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ عَمَّاْ تَرَوْنَ بِدَهْشَةٍ
وَتَأَمَّلُوْهُ بِلَاْ اسْتِيَاءٍ أَوْ ضَجَرْ
لَاْ تَعْجَبُواْ إِنْ تَنْقَلِبْ كُلَّ الرُّؤَىْ
وَلْتَرْتَضُوْهَاْ مِثْلَمَاْ حُكْمَ الْقَدَرْ
لَاْ تَسْاَلُواْ عَمَّاْ يَدُوْرُ بِخُلْدِكُمْ
وَلِمَاْ تَرَوْنَ بِهِ الْعَجَبْ !
وَلَئِنْ تَوَاْرَىْ كَالْأَثَرْ
لَاْتَسْأَلُواْ كَيْفَ انْدَثَرْ
لَاْتَسأَلُواْ كَيْفَ الْخَلَاصَ
وَقَدْ هَوَىْ مَنْ يَنْتَظِرْ
وَلَئِنْ تَتِيْهُوْا فِي السُّبُلْ
لَاْ تَسْأَلُواْ أَيْنَ الْمَفَرْ
إِنْ كَاْنَ فِي بَعْضِ السُّؤَالِ مَرَاْرَةً
فَلْتَصْمُتُواْ
وَلْتَعْلَمُواْ
أَنَّ الْجَوَابَ هُوُ الْأَمَّرْ
......................
لَاْ تَسْــــــــــــــأَلُواْ