حين يموت الضمير العربي
يُصبِح كل شئ مباح : كلام الزور ، الخيانة، القتل و السكوت عن القتل .
حين يموت الضمير العربي
يصبح طعم الدم لذيذ كعصير البرتقال ..تهون الأوطان و يُزيف التاريخ .
حين يموت الضمير العربي
يُصبح الأنين الآدمي كمعزوفه رومانسيه من قيثارة فريدة ..وأصوات المدافع كقرع الطبول ، و هدم المساجد على المصلين ،وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها كمشاهدة فيلم أمريكي مثير.
حين يموت الضمير العربي
تُنتزع الذاكرة من جذورها ، و يُصبح كل شئ أبيض ..
الماضي صاف كجدول ماء عذب. الجلاد برئ و الضحية متهم.
حين يموت الضمير العربي
تهاجر الحمامات البيضاء ، و لا يبقى في الجو إلا غربان تنعق صباحا مساء.
حين يموت الضمير العربي
يتحول الإنسان لوحش كاسر ينتظر فريسة للانقضاض عليها ، و تبدو المدن كغابات موحشه.
حين يموت الضمير العربي
تظهر الإنسانية كلمه لا معنى لها و لا رديف..و تصير الأسنان حادة و اللحم الإنساني سهل المضغ .
حين يموت الضمير العربي
يكون الخاص عام و العام خاص .الحلال حرام و الحرام حلال .
حين يموت الضمير العربي
يُنظر للأوطان كمزارع عائليه،والشعب قطيع من غنم.
حين يموت الضمير العربي
تغفو العقول وتثور الأحقاد تتعطل إنسانية الإنسان وتفقد حواسه قيمتها..ويغدو صاحب عقل لا يفقه وصاحب عين لا تبصر وصاحب إذن لا تسمع وصاحب قلب لا يدرك.