من كلام علي بن ابي طالب رضي الله عنه : حكمه ... أمثاله

قال المسعودي :

و الذي حفظ الناس عنه من خطبة في سائر مقاماته اربعمائة خطبة و نيف و ثمانون خطبة نوردها على البديهية تناول الناس ذلك عنه قولا و عملا .

من أدعيته رضي الله عنه :

اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة
اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي و لم تجد له وفاء عندي
اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي
اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ و سقطات الألفاظ و سهوات الجنان و هفوات اللسان

قوله :

( ما وأيت ) أي وعدت و الوأي : الوعد
( رمزات الألحاظ ) الإشارة بها و الألحاظ جمع لحاظ و هو مؤخر العين .

و من كلامه رضي الله عنه :

أيها الناس ، الزهاد قصر الأمل ، و الشكر عند النعم ، و التورع عند المحارم ،
فإن عزب عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ، و لا تنسوا عند النعم شكركم ، فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة و كتب بارزة العذر واضحة .

قوله :

فقد أعذر الله إليكم : أي بالغ ، يريد أنه قد أوضح لكم بالحجج النيرة المشرقة ما يجب اجتنابه .

و قال رضي الله عنه في صفة الجنة :

درجات متفاضلات و منازل متفاوتات لا ينقطع نعيمها و لا يظعن مقيمها ، لا يهرم خالها ، و لا ييأس ساكنها .

و قال رضي الله عنه في القرآن الكريم :

اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، و الهادي الذي لا يضل ، و المحدث الذي لا يكذب ، و ما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ، زيادة في هدى و نقصان من عمى ، و اعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقه ، و لا لأحد قبل القرآن في غنى ، فاستشفوا من أدوائكم و استعنوا به على لأوائكم ، فإن فيه شفاء من أكبر الداء ، و هو الكفر و النفاق و الغي و الضلال فاسألوا الله به ، و توجهوا إليه بحبه ، و لا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله ، و أعلموا أنه شافع و مشفع ، و قائل مصدق ، و أنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه .

قوله :

اللأواء : الشدة .

قوله رضي الله عنه في الصالحين :

فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين ، و حزما في لين ، و إيمانا في يقين ،
و حرصا في علم ، و علما في حلم ، و قصدا في غنى ، و خشوعا في عبادة ،
و تجملا في فاقة ، و صبرا في شدة ، و طلبا في حلال ، و نشاطا في هدى ، و تحرجا عن طمع ، يعمل الأعمال الصالحة و هو وجل ، يمسي و همه الشكر ، و يصبح و همه الذكر ، يبيت حذرا و يصبح فرحا ، حذرا لما حدر من الغفلة ، و فرحا بما أصاب من الفضل و الرحمة ، إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره ، لم يعطيها سؤلها فيما تحب ، قرة عينه فيما لا يزول ، و زهادته فيما لا يبقى ، يمزج الحلم بالعلم ، و القول بالعمل ، تراه قريبا أمله ، قليلا زلـلـه ، خاشعا قلبه ، قانع نفسه ، منزورا أكله ، سهلا أمره ، حريزا دينه ، ميتة شهوته ، مكظوما غيظه ، الخير منه مأمول ، و الشر منه مأمون ، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين ، و إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين ، يعفو عمن ظلمه ، و يعطي من حرمه ، و يصل من قطعه ، بعيدا فحشه ، لينا قوله ، غائبا منكره ، حاضرا معروفه ، مقبلا خيره ، مدبرا شره ، في الزلازل وقور ، و في المكاره صبور ، و في الرخاء شكور ، لا يحيف على من يبغض ، و لا يأتم فيمن يحب ، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه ، لا يضيع ما استحفظ ، و لا ينسى ما ذكر ، و لا ينابز بالألقاب ، و لا يضار بالجار ، و لا يشمت بالمصائب ، و لا يدخل في الباطل ،
و لا يخرج من الحق ، إن صمت لم يغمه صمته ، و إن ضحك لم يعل عناء ، و الناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته ، و أراح الناس من نفسه ، بعده عمن تباعد عنه زهد و نزاهة ، و دنوه ممن دنا منه لين و رحمة ، ليس تباعد يكبر و عظمة و لا دنوه بمكر و خديعة .

و قال رضي الله عنه يوصي ابنه :

يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ،
و اكره له ما تكرهه لها ، و لا تظلم كما لا تحب أن تظلم ، و أحسن كما تحب أن يحسن اليك ، و استقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك ، و ارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك و لا تقل ما لا تعلم و إن قل ما تعلم ، و لا تقل ما لا تحب أن يقال لك ، و اعلم أن الإعجاب ضد الصواب ، و آفة الألباب ، فاسع في كدحك ، و لا تكن خازنا لغيرك ، و إذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك .

و مما قاله رضي الله عنه من الحكم في وصيته لابنه :

حفظ ما في يديك ، أحب إلى من طلب ما في يد غيرك ، و مرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس ، الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور ، و المرء أحفظ لسره ، و رب ساع فيما يضره ، من أكثر أهجر ، و من تفكر أبصر ، قارن أهل الخير تكن منهم ، و باين أهل الشر تبن عنهم ، بئس الطعام الحرام ، و ظلم الضعيف أفحش الظلم ، إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا ، ربما كان الدواء داء ، و ربما نصح غير الناصح و غش المستنصح ، و إياك و الإتكال على المنى فإنها بضائع النوكى ، و العقل حفظ التجارب ، و خير ما جربت ما وعظك ، بادر الفرصة قبل أن تكون غصة ، ليس كل طالب يصيب ، و لا كل غائب يؤوب ، و من الفساد إضاعة الزاد ، و مفسدة المعاد ، و لكل امر عاقبة ، سوف يأتيك ما قدر لك ، التاجر مخاطر ، و رب يسير أنمى من كثير .

و مما قاله رضي الله عنه في الحكم :

لا تتخدن عدو صديقك فتعادي صديقك ، و امحض أخاك النصيحة ، حسنة كانت أو قبيحة ، لن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك ، إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا لك ذلك يوما ما ، من ظن بك خيرا فصدق ظنه ، لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك و بينه ، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه ، لا يكن أهلك أشقى الخلق بك ، لا ترغبن فيمن زهد عنك ، لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ، و لا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان ، لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك ، فإنه يسعى في مضرته و نفعك ، و ليس جزاء من سرك أن تسوءه .

ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، و الجفاء عند الغنى ، من ترك القصد جار ، الصاحب مناسب ، و الصديق من صدق غيبه ، الهوى شريك العمى ، رب بعيد أقرب من قريب ، و قريب أبعد من بعيد ، و القريب من لم يكن له حبيب ، من تعدى الحق ضاق مذهبه ، قد يكون اليأس ادراكا ، إذا كان الطمع هلاكا ، أخر الشر فإنك إذا شئت تعجلته ، قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ، من أمن الزمان خانه ، و من أعظمه أهانه ، إذا تغير السلطان تغير الزمان ، سل عن الرفيق قبل الطريق ، و عن الجار قبل الدار .

العجز آفة ، و الصب شجاعة ، و الزهد ثروة ، و الورع جنة ، و نعم القرين الرضي ، العلم وراثة كريمة ، و الأدب حلل مجددة ، و الفكر مرآة صافية ، صدر العاقل صندوق سره ، البشاشة حبالة المودة ، الإحتمال قبر العيوب ، من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه ، الصدقة دواء منج ، إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه ، اعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان ، و أعجز منه من ضيع من ظفر به منهم

شكرا لكم على الموضوع

الميالي كتب:: شكرا لكم على الموضوع

شكرا لك على الزيارة الكريمة
جزاك الله عنا خيرا
الله يعطيك الصحة و العافية
لك مني أزكى التحيات

» مختارات من شعرالامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه
» حكمه فى معلومه
» حكمه رائعه
» حكمه اعجبتني
» خطبلة علي ابن ابي طالب بدون نقط