بعَيْنَيْكَ ضَوْءُ الأُقْحُوَانِ المُفَلَّجِ، | وَألحاظُ عَيْنيْ ساحر اللّحظِ، أدْعَجِ |
شَجًى من هوى زَادَ الغَليلَ تَوَقّداً، | وَكانَ الهَوَى إلْباً على المُغرَمِ الشجي |
يُهَيِّجُ لي طَيْفُ الخَيَالِ صَبَابَةً، | فَلِلّهِ! ما طَيفُ الخَيالِ المُهَيِّجِ |
تأمّلْتُ أشخاصَ الخُطوبِ، فلم أُرَعْ | بأفظَعَ مِنْ فَقْدِ الأليف، وَأسمَجِ |
وَما حَسَنٌ، وَهْوَ القَرِيبُ مَحَلّةً، | بِأقْرَبَ مِنْ وَفْرٍ مَنَالاً، وَزِبرِجِ |
أيَظلِمُني المُسْتَضْعِفُونَ، وَقد رَأوْا | تجَهّمَ ظَلاْمٍ، متى يَكوِ يُنضِجِ |
أرُومُ انتِصَاراً ثُمّ يَثْني عَزِيمَتي | تُقَايَ الذي يَعْتَاقُني، وَتَحَرُّجي |
هُما حَجَزَا شَغْبي، وَكَفّا شكيمتي، | فلَمْ أتَوَعّرْ في وشيعةِ مَنهَجي |
وَلمْ أسرِ في أعرَاضِ قَوْمٍ أعِزّةٍ، | سُرَى النّارِ شُبّتْ في ألاءٍ وَعَرْفَجِ |
وَقد يُتّقَى فَتْكُ الحَليمِ، إذا رَأى | ضَرِيرَةَ مَدلولٍ على الفَتكِ، مُحرَجِ |
تَهَضّمَني مَنْ لَوْ أشَاءُ اهْتِضَامَهُ، | لأدْرَكَهُ، تحتَ الخُمولِ، تَوَلُّجي، |
وَمن عادَتي، وَالعَجزُ من غيرِ عادَتي، | متى لا أرُحْ عن حضرَةِ الذّلّ أُدلجِ |
فلَوْلا الأميرُ ابنُ الأميرِ وَوَعْدُهُ، | لَقَلّ، عَلى أهْلِ العِرَاقِ، مُعَرَّجي |
أخُو العَزْمِ لمْ تَصْدُرْ صريمةُ رَأيِهِ | بمُقتَضَبٍ مِن عاثرِ الرّأيِ، مُخدَجِ |
وَعِندَ الأميرِ نَصرَةٌ، إنْ أُهِبْ بها، | أُضَلِّلْ أساطيرَ الخَؤونِ المُبَهرِجِ |
عَتادي الذي آوِي إلَيْهِ، وَعُدّتي، | لِمَا أختَشِي من صَرْفِ دهرِي وَأرْتجي |
سيُثلِجُ صَدرِي اليَأسُ، وَاليأسُ مَنهلٌ | متى تَغتَرِفْ منهُ الجَوَانحُ تَثْلَجِ |
قَنِعْتُ عَلى كُرْهٍ، وَطأطأتُ ناظرِي | إلى رَنْقِ مَطرُوقٍ من العيشِ حَشرَجِ |
وَلجلَجْتُ في قَوْلي، وَكنتُ متى أقُلْ | بمَسْمَعَةٍ في مَجْمَعٍ لا أُلَجلِجِ |
يَظُنُّ العِدَى أنّي فَنِيتُ، وَإنّمَا | هيَ السّنُّ في بُرْدٍ منَ الشّيبِ مُنهَجِ |
نَضَوْتُ الصّبَا نَضْوَ الرّداءِ، وَساءَني | مُضِيُّ أخي أُنْسٍ متى يَمضِ لايجي |
فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنّي الثَّمَاليَّ أنّهُ | مَكَانُ اشتِكَائي خَالِياً وَتَفَرُّجي |
متى يأتِهِ الرُّكْبانُ يُوصِلْ زَعيمُهُمْ | رِسالَةَ مَطرُودٍ عَنِ اللّهوِ، مُزْعَجِ |
أرَانَا وَقيذَيْ كَبْرَةٍ وَتَكَاوُسٍ، | على مُلتقى من مَطلَبِ الحاجِ أعوَجِ |
بَعيدَينِ لا نُدْنَى لأُنْسٍ، فنَجتَبي | عَلَيهِ، وَلا نُدعَى لخَطبٍ، فنَنتجي |
مضَى جَعفَرٌ وَالفَتْحُ بَينَ مُرَمَّلٍ، | وَبَينَ صَبيغٍ في الدّمَاءِ، مُضرَّجِ |
أأطْلُبُ أنصَاراً على الدّهرِ، بَعدَما | ثَوَى منهُما في التُّرْبِ أوْسِي وَخزْرَجي |
أُولَئِكَ ساداتي الذينَ بفضلهِمْ | حَلَبْتُ أفَاوِيقَ الرّبيعِ المُثَجَّجِ |
مَضَوا أمَماً قَصْداً، وَخُلّفتُ بعدَهمْ | أُخاطِبُ بالتّأميرِ وَاليَ مَنْبِجِ |