"الخلافات أنواع.. منها ما يشعل الحب .. ومنها ما يقتله" .. فلا تخلو أي علاقة من الخلافات صغيرة كانت أو كبيرة.
وفي الخلافات، يتعامل كل طرف بطريقته الخاصة عند الخصام، فمثلا هناك من يتجه إلى الانفعال، التجاهل، الإسقاطات، الاستهزاء، أو الضحك في غير محله، وبالتالي يصبح لكل فعل رد فعل.
يتسبب الخصام أحيانًا في إحياء الحب مرة أخرى، وأحيان أخرى يشكل بداية لفجوة قد تسيطر على كل المشاعر حتى تتساقط أوراق شجرة الحب التي أثمرت ورقة فأخرى، إلى أن يتجمد الحب وتنتهي العلاقة.
وتقول استشاري العلاقات الإنسانية والأسرية أمل زكي:" يعتقد الكثير من الرجال والنساء أن علاقة الحب تعني السعادة الأبدية على الدوام، متناسيين أن الحب كالزمن يتقلب من حال إلى حال وفصل إلى آخر، فهناك ربيع للحب وهناك خريف له أيضا، ولولا هذا التنوع في العلاقات لأصابها الملل والفتور والروتين القاتل".
وأشارت زكي، إلى أن هذا لا يعني أن نغالي في الخصام مع من نحب عند حدوث مشكلة، فعلينا أيضا أن نوضح أننا نغضب من السلوك أو التصرف، وليس كرهًا للشخص.
ولفتت إلى أنه لا يجب أن يطول الخصام لفترات زمنية، لأنه يسبب الجفاء بين الطرفين في العلاقة، ويعتاد أحدهما على القسوة في التعامل مع الآخر، ويزداد هذا الجفاء مع تكرار المواقف ومع مرور الوقت.
وأكدت أمل، على ضرورة الإفصاح والتعبير عن الغضب حتى لا يتراكم بداخلنا موقف بعد موقف وينهي العلاقة في يوم من الأيام، ولكن بشرط أن يكون الغضب على قدر الموقف ليس أكثر .
وقدمت استشاري العلاقات الإنسانية والأسرية، عدد من النصائح في أي علاقة أهمها "الوضوح والصراحة"، مؤكدة أن الصدق أقصر الطرق لعلاقة ناجحة، وجاءت النصائح الأخرى كالتالي:
- إن أخطأ أحد الشريكين فعلى الآخر أن يحل المشكلة معه، ولا يخبر بها من حوله حتى لا تزداد المشكلة تفاقما وصعوبة، إلا في حالة واحدة إذا عجز عن التصرف في المشكلة أو حلها.
- عند حدوث مشكلة على كل طرف بعد الانتهاء منها وحلها أن يضع بها في سلة المهملات الحياتية، وينسى حتى إنها حدثت ما دام قبل المسامحة، وألا يعاير الطرف الآخر بها كل حين من فترة لأخرى.
- على كل طرف أن يسجل في ذاكرته ما يغضب شريكه، حتى يتجنب حدوث المواقف الغاضبة له أو تكرارها، وإن لم يستطع التذكر فليدونها في مذكرة خاصة به ويذكر بها نفسه دائما.
- ويستحب تقليل العتاب والشكوى والتذمر، فكثرة اللوم من المحتمل أن تجعل كلا الطرفين يلجأ إلى الكذب ليريح عقله ونفسه من النقاش الحاد أو التوبيخ، وهذا سيأتي بعواقب مستقبلية أكثر خطورة على العلاقة.
وأنهت أمل زكي – نصائحها للمحبين- بأن الصلح سمة القوي، قائلة: "خيركم من يبدأ بالصلح".