معركة قادش ومعاهدة السلام بين الحثيين والمصريين
في الألف الثاني قبل الميلاد-
د. علي القيّم
في نهاية عصر العمارنة (القرن الرابع عشر ق.م) أخذ الوجود المصري في سورية يتراجع أكثر فأكثر، ويعود السبب إلى تعاظم الدور الحثي في المنطقة في عهد «شبيليو ليوما» الذي حكم مدة طويلة دامت نحو أربعين عاماً (1370-1330) ق.م، بالإضافة إلى حالة الفوضى التي سادت مصر في ظل أمينوفيس الرابع المعروف باسم «أخناتون» (1364-1347) ق.م وخلفائه، وقد تحسن الحال في عهد الفرعون سيتوس الأول (1304-1290) ق.م الحاكم الثاني في زمن السلالة التاسعة عشرة، حيث أعاد الوجود المصري على سورية، ومن جهة ثانية كان الملك الحثي مورشيلي الثاني (1329-1300) ق.م، خصماً جدياً للمصريين، يحسب له ألف حساب، وقد تسنّى لسيتوس في إحدى حملاته السورية احتلال قادش (تل النبي مند) لفترة قصيرة، كما يدل على ذلك النصب التذكاري المكتشف هناك.
تقع مدينة قادش جنوبي بحيرة حمص (قطينة) في زاوية تتألف من نهر العاصي الذي يجري باتجاه الشمال ونهر فرعي يرفده ويصب فيه من الجنوب الغربي، تبلغ مساحة التل عشرة هكتارات، وتكمن أهمية قادش في أهميتها الاستراتيجية الكبرى وموقعها عند الطرف الشمالي للبقاع، في المضيق المنخفض بين جبال لبنان وجبال لبنان الشرقية، وكل طريق يريد أن يتجنب الطريق الساحلي الضيّق الذي تقطعه مجاري المياه عليه أن يمر في سيره نحو الشمال عبر البقاع، وبالتالي عبر قادش، فلا عجب في الحملة الأولى للفرعون تحوتمس الثالث عام 1468 ق.م أن تحالف الأمراء السوريين ضد الفرعون المصري، ثم عادت مرة ثانية لحكم الحثيين بعد سيادة مصرية قصيرة في ظل حكم ستيوس الأول، وقد تمكن رمسيس الثاني (1290-1224) ق.م من تكرار نجاحات أبيه ستيوس وتجاوزها، وقد قيّض لرمسيس في حملته الأولى التي تمت في السنة الرابعة لحكمه من الوصول إلى نهر الكلب بين بيروت وجبيل (بيبلوس) حيث أوعز بأن يُوضع نقش نافر على الجدار الصخري يشبه النصب، ونشبت في السنة اللاحقة، (1285) ق.م معركة قادش التي قال بصددها رمسيس إنه قد أبلى ببطولته الشخصية فيها بلاءً حسناً، وكان فائق الشجاعة، ولم يمّل من تمجيد نفسه في هذا العمل العسكري، وقد وصلتنا المعلومات عن هذه المعركة بالكلمة والصورة في صيغتين، «القصيدة الطويلة» و«التقرير الإخباري» القصير اللذين طلب رمسيس أن ينصبا في هياكل معبد الكرنك والأقصر والأبيدوس ومقام ضريحه وأبي سنبل، بالإضافة إلى نسخة مكتوبة لأحد الكتاب مسطرة على ورق البردي، وتشترك كل هذه النصوص بتمجيد رمسيس بهذا النصر العظيم، وبهذا تكون معركة قادش قد حظيت بأوسع وصف مفصل في كل العصور القديمة السابقة على العصور اليونانية والرومانية، وكان يمكن أن تكون أيضاً الأفضل توثيقاً لو أن المصادر الحثية قد تحدثت عنها أكثر قليلاً.
فحتى الآن - وفق دراسة العالم الألماني «والترماير» لم نجد في أرشيف «بوغاز كوي» وهي العاصمة الحثية القديمة (حاتوشا) إلا نصاً واحداً، ويفهم منه أن الحثيين قد أدعّوا - من جانبهم – إحراز النصر، فما الذي حدث فعلاً.
من خلال الدراسة والتدقيق والرجوع إلى المصادر الكتابية ومكتشفات مواقع الآثار، يمكن تلخيص ما حدث على النحو التالي:
لقد اجتاز الفرعون المصري رمسيس في السنة الخامسة لحكمه أي في سنة 1285 قبل الميلاد، الحدود المصرية، بهدف ملاقاة الحثيين الذين كانوا متحالفين مع أهم الإمارات والممالك السورية الواقعة بين نهر العاصي وسواحل البحر المتوسط، وكان رمسيس يريد أن يسدد لهذا التحالف ضربة ترد الخطر عن بلاد عمورو، ولهذا لم يكن يريد الانجرار إلى معركة حول مدن معادية مثل قادش، بل كان يريد تجنبها، وبعد أن يسجل النصر على الحثيين، كان يريد العودة إليها لاحتلالها.. أما أهداف الملك الحثي «مواتيلي» ابن الملك مورشيلي الثاني فقد كانت معاكسة تماماً، فقد كان عليه أن يوقف رمسيس في أقصى نقطة في جنوب البلاد، وفي أفضل الأحوال في مجال النفوذ المصري، حتى يتمكن فيما بعد من الانصراف إلى تصفية الأمور في عمورو، ولا يزال هناك خلافات علمية وتاريخية حول تفاصيل خط مسيرة رمسيس.
واستناداً إلى تقديرات الباحث «والترماير» يمكن الافتراض أن رمسيس تجنب قدر الإمكان الطريق الساحلي الذي كان يسهل خرقه من قبل الحثيين، وتقول المصادر المصرية إنه سار بعد اجتياز الحدود بشهر على الضفة الشرقية عبر البقاع إلى الشمال باتجاه قادش، وكان جيشه يتألف بالإضافة إلى حرسه، من أربع فرق هي: (آمون – ورع وبتاح وسيت) وليس هناك معلومات دقيقة حول عدد هذه الفرق، ويقدر كل منها بنحو خمسة آلاف رجل وأكثر، ولا يعرف شيء عن حجم وتركيب الحرس، ولا شك أنها كانت تضم تشكيلة من العربات المقاتلة، ويعتقد أن رمسيس نصب معسكره على بعد مسيرة يوم من قادش أي على بعد (20 إلى 25 كم منها).
وتدلنا النصب التذكارية التي دونّها رمسيس، عن المعركة، أنه أحضر أمامه شخصين يستجوبهما، يعلنان أنهما قد جاءا بتكليف من جماعتها التي تخضع للحثيين، ويريدان الانضمام إلى المصريين، وقدما له المعلومات التالية:
إن «مواتيلي» يقيم مع جيشه بعيداً، إلى الشمال على مقربة من حلب، وفي الحقيقة كان هذان الشخصان عميلين حثيين أرسلا قصداً إلى رمسيس، وقد أدت أقوالهما إلى قيام رمسيس في اليوم التالي باطمئنان إلى قطع نهر العاصي من المعابر الضحلة، تاركاً مسافات كبيرة بين الفرق، وبدون أي استطلاع، وسار بدون اكتراث، إلى نقطة تقع غربي قادش حيث ضرب خيام معسكره، وفي هذه المسيرة كان الملك مع حرسه في المقدمة تتبعه مباشرة الفرقة الأولى «آمون» إلا أن «مواتيلي» لم يكن آنذاك قرب حلب، بل قرب قادش، وقد قام باستغلال وضع الأرض الذي أتاح له الاختباء، ومراقبة العدو وراء تلّة قادش، حيث أقام وجيشه المؤلف من خمسة وثلاثين ألف رجل (حسب المصادر المصرية) باتجاه شمال شرق قادش، وبينما كان المصريون يسيرون للوصول إلى هدفهم بهدوء، كانت العربات الحثية المقاتلة، المؤلفة من 2500 عربة في الموجة الأولى، و/1000/ عربة في الموجة الثانية، تنتظر مستريحة وغير مرئية في مواقع انطلاقها، وبعد أن وصل «الحرس» المصري مع الفرقة الأولى «آمون» إلى الموقع، ألقى القبض في محيط المعسكر المصري على شخصين مريبين وأحضرا للاستجواب أمام رمسيس، فأقّرا بعد أن ضُربا بأنهما مستطلعان حثيان وأن القوات الحثية تقف في شمال شرقي قادش، وكان من الطبيعي أن يصيب الذعر رمسيس وأركان جيشه لهذا المأزق الذي وُضعوا فيه، فحاول بذل الجهد لتسريع قدوم الفرق العسكرية الثلاثة الأخرى، بينما كانت الفرقة الرابعة «سيت» لا تزال بعيدة جداً، ولم تكن تستطيع التدخل في القتال.
لقد قطعت الفرقة الثالثة «بتاح» معبر العاصي، وسارت الفرقة الثانية «رع» باتجاه المعسكر، وفي هذه الأثناء قطعت الموجة الحثية الأولى معبراً يقع مباشرة جنوب قادش، وقد درست وضعها بعناية ودقة، ثم هاجمت الأرتال السائرة، وكان الهجوم مرافقاً بتصاعد كبير للضجيج والغبار، وهكذا سقطت الفرقة الثانية ودبّ فيها الذعر، فتبددت ثم قامت العربات الحثية بالاقتحام تبعتها الموجة الثانية الحثية،
وهنا يجب الإشارة إلى إمكانيات استخدام العربات المقاتلّة في النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت تقاد بحصانين مدربين بقسوة، وكان يوضع في العربة سائق ورامي سهام،
وفي القرن التاسع قبل الميلاد جرى لأول مرة الانتقال إلى العربة ذات الأربعة أحصنة، ورافق ذلك تمتين وتوسيع للعربة مما أتاح المجال فيما بعد لركوب رجل ثالث مزود بترسين لحماية الاثنين الآخرين، وبالإضافة إلى ذلك كان يستخدم الرمح كسلاح احتياطي للملاحقة عن قريب، وفي قادش بوغتت الفرقة الثانية المصرية بالهجوم ولم يكن من الممكن رد الهجوم فسحقت، وتخبرنا المصادر المصرية بذلك حيث أن العربات الحثيّة كانت مزودة بمقاتل ثانٍ،
مما ضاعف من قوة العربات.
أما الوضع العسكري المصري فقد ظل غامضاً، ويبدو أن رمسيس سعى لتغطية الأحداث الواقعية الفعلية، وذكر أنه صد الحثيين عن نهر العاصي، والاحتمال الأكبر أن الحثيين حاصروا المعسكر وضربوه، ويبدو أن رمسيس قد هرب مع قسم من عرباته وأقام في الفرقة الأولى «آمون» وبعد أن رمى الحثيون كل نبالهم انسحبوا انسحاباً منتظماً إلى ما وراء نهر العاصي، ويبدو أن القوات المصرية الأخرى قد ظهرت في تلك اللحظة في ساحة المعركة قادمة من الساحل السوري عبر وادي النهر الكبير الجنوبي إلى قادش، للاندماج مع القوات الرئيسة، ولا يعرف - حتى الآن - ما إذا تدخلت هذه القوات في القتال- كما يذكر رمسيس- أم لم تتدخل، وبعد انسحاب الحثيين اتجه رمسيس - كما يعتقد - في الليل مع ما تبقى من قواته المنهكة إلى الجنوب، وركز اهتمامه على اللقاء
بالفرقتين الثالثة والرابعة من جيشه.
في صباح اليوم التالي، تلقى رمسيس رسالة من الملك الحثي «مواتيلي» يحدد له فيها يوم القتال، ولا تحتوي على ما يذكر رمسيس عرضاً للصلح، وقد بدا للمصريين إنه من الأفضل عدم قتال الحثيين، والانسحاب نحو الجنوب، إلا أن «مواتيلي» طارد رمسيس حتى دمشق وعلى أثر ذلك أعيدت سلطة الحثيين العليا على عمورو، والحملات المصرية في السنوات اللاحقة لم تود إلا الحفاظ على الحدود القائمة، لكن الصراع على سورية
بين الحثيين والمصريين استمر،
ولم يتم التوصل إلى اتفاق وتحالف إلا في عهد رمسيس الثاني والملك الحثي حاتوشيلي الثالث (1275 - 1250) ق.م،
الذي أقلقته قوة الدولة الآشورية المتعاظمة باستمرار، وتم هذا الاتفاق في عام 1270 ق.م، واستمر حتى انحطاط المملكة الحثية نحو عام 1200 ق.م وقد تم ذلك بمعاهدة رمسيس للملك الحثي، بالزواج الشهير بابنته الجميلة، التي نُقشت
صورها على جدران معبد الكرنك.
لقد وجد علماء الآثار نص المعاهدة مكتوباً بثلاث لغات:
المصرية، والبابلية، والحثية،
وإذا قمنا بتحليل هذه المعاهدة مطبقين عليها المفاهيم الأكثر حداثة للقانون الدولي، يتبين أن بنيتها تقارب بنية معاهدات السلام الأكثر عصرية، فلا شيء ينقصها، حيث نجد فيها اتفاق ضمان إقليمي، وتحالفاً دفاعياً، واتفاق تعاون متبادل بين الحكومتين ضد العصاة، وبنوداً لتسليم الفارين واللاجئين السياسيين، وضروباً من العفو عن بعض الفئات، ولاشيء يدهشنا أكثر من قراءة المواد الرئيسة في هذه المعاهدة التي يعود تاريخها إلى/ 3280/ سنة خلت،
تقول نصوص المعاهدة:
- لقد وقع رمسيس، ملك مصر العظيم، معاهدة مع ملك الحثيين العظيم من أجل الحفاظ على الأخوة بينهما.
- بهذه المعاهدة، يعلن رمسيس، ملك مصر العظيم، السلام والأخوة لحاتوشيلي، ملك الحثيين العظيم.
- وقد وقع رمسيس بنفسه هذه المعاهدة مع حاتوشيلي ليضمنا السلام بينهما، فكل منهما أخ للآخر، وهما الآن أكثر أخوة مما كانا في الماضي، فرمسيس هو صديق حاتوشيلي،
وسيكون أولاده إخوة أولاد حاتوشيلي، وفي سلام دائم.
- لن يحتاج رمسيس بلاد الحثيين البتة، من أجل أن يأخذ منها أي شيء مهما كان،
ولن يدخل حاتوشيلي مصر ليأخذ منها أي شيء مهما كان.
- إن زحف عدو على بلاد الحثيين، وأرسل حاتوشيلي إلى رمسيس يقول:« تعال لمساعدتي» عندئذ يرسل
رمسيس جيوشه ومركباته الحربية.
- إذا غضب حاتوشيلي على بعض رعيته، وإذا تمردوا عليه، يرسل رمسيس جيوشه ومركباته الحربية لمحاربة
أولئك الذين غضب حاتوشيلي عليهم.
- إذا زحف عدو على بلاد مصر، وأرسل رمسيس إلى
أخيه حاتوشيلي يقول: « تعال لمساعدتي »
يرسل حاتوشيلي جيوشه لقتل هذا العدو.
- إذا هرب ذو شأن من أرض مصر وذهب يلجأ إلى أرض الحثيين
فلا يستقبله ملك الحثيين،
ويسلمه إلى يدي رمسيس.
- إذا هرب رجل أو أكثر من العامة إلى بلاد الحثيين
ليعملوا فيها عند أحدهم، فلا يحتفظ بهم في بلاد الحثيين،
بل يُعادوا إلى رمسيس ملك مصر.
- إذا هرب ذو شأن من أرض الحثيين ولجأ إلى بلاد رمسيس،
فلا يستقبله ملك مصر، ويسلمه إلى يدي ملك الحثيين.
- إذا هرب رجل أو أكثر من العامة إلى مصر ليعملوا فيها عند أحدهم، فلا يستقبلهم ملك مصر، ويسلمه إلى يدي ملك الحثيين.
تعريفات:
• نهر العاصي، يجري في سورية ضمن ثلاث محافظات: حمص - حماة - إدلب - لواء الاسكندرون، عرف منذ القديم باسم الأرنط، أي النهر المقلوب، وتسميته بالعاصي متأخرة، ويقصد به أيضاً المعنى نفسه الذي يرتبط باتجاه جريانه من الجنوب إلى الشمال، ينبع من الجزء الشمالي لهضبة بعلبك في لبنان الشقيق من عدة ينابيع، أهمها:
الهرمل - مغارة الراهب - ويدخل الأراضي السورية في محافظة حمص وتصب فيه مياه عين التنور ويمر بعدها عبر بحيرة قطينة الشهيرة، وعند هذه البحيرة ينتهي الوادي الأعلى للنهر، وعلى ضفتيه تركزت مجموعة كبيرة من المدن والقرى والمواقع التاريخية.
• أقدم موقع سكني في حمص
هو تل حمص أو قلعة أسامة، وقد أثبتت اللقى الفخارية المكتشفة في التل أن قلعة حمص كانت مسكونة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وقد ورد اسمها في وثائق ايبلا وفي مكتشفات تل النبي مند (قادش القديمة) وقد ورد اسمها في العصرين اليوناني والروماني باسم (أيميسا)، ومن أبرز مكتشفات حمص، الدياميس التي هي عبارة عن كهوف تحت الأرض، كان يمارس فيها المسيحيون ديانتهم بعيداً عن ملاحقة الحكم الروماني
وجامع الصحابي الكبير خالد بن الوليد.
تل النبي مند (قادش):
يضم في بقاياه مجموعة من الآثار التي يعود تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد، ذكر اسمه في مراسلات تل العمارنة باسم (قدشا - قدشي)، كانت لهذه المدينة أهميتها في العصر الآرامي، كما ازدهرت في العصر الروماني وحملت اسم «لاوديسا».
في عام 1846، نقبت في تل النبي مند بعثة أثرية برئاسة الباحث الإنكليزي تومسون وفي الفترة الواقعة بين (1921و1922) نقبت فيه بعثة أثرية برئاسة موريس بيزار، ثم توقف التنقيب فيها إلى بداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث نقبت فيه بعثة إنكليزية برئاسة بيتربار واستمرت حتى عام 1990.
كانت قادش مستوطنة صغيرة في العصر الحجري الحديث، ضمت بقايا بيوت أرضياتها مرصوفة بالجص الأبيض، وبنيت جدرانها من التراب المدكوك وحوت الكثير من القطع الفخارية، التي يعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد، وبعد فترة انقطاع عاد الاستيطان إليها في الألف الثالث قبل الميلاد، حيث عثر على أبنية مصنوعة من اللبن القاسي الذي غطى الأرضيات، وفوق هذه الأبنية منشأة ذات مساحة كبيرة وجدران سميكة، عثر فيها على لُقى يعود تاريخها إلى عصر البرونز القديم، وظهرت في سوية الألف الثاني قبل الميلاد تحصينات عن عصر البرونز الحديث، وعثر على أدوات من الفخار المصري المعروف في زمن الأسرة الثامنة عشر، كما اكتشف فيها نظام دفاعي جميل استمر حتى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد.
وقد انقطع السكن في قادش حتى العصر الهيلينستي حيث وجدت بعض آثار البيوت، وأعمدة الجدران
التي استمرت في العصر الروماني.
تعد قادش من الأمثلة المهمة على المدن السورية الحصينة التي كان سكانها من أوائل الذين صنعوا الفخار في العصر الحجري الحديث.
المصادر:
- الآثار السورية، سورية ملتقى الحضارات والشعوب، ترجمة: نايف بللوز طباعة دار «فورفرتس» فيينا - النمسا- 1978.
- معاهدات السلام عبر التاريخ، تأليف: غاستون بوتول، ترجمة وتعليق جورج أبو كسم، دار الأبجدية - دمشق - 1996.
- إضاءات من الذاكرة القديمة، تأليف: علي القيّم - وزارة الثقافة دمشق، 1983.
- سورية التاريخ والحضارة، تأليف: د. عفيف البهنسي - إصدار وزارة السياحة - دمشق - 2001 م.
- ترصيعات على جدران شامية، تأليف: علي القيّم - إصدار مركز زايد للتراث والتاريخ - الإمارات العربية المتحدة - العين - 2000 م.
- آثار وأسرار: تأليف: علي القيّم - إصدار: دار البشائر - دمشق - سورية 1997.
- زيارات ميدانية إلى موقع تل النبي مند، قمت بها منذ عدة سنوات للاطلاع على نتائج التنقيب والكشف الأثري.
- الموسوعة العربية - دمشق - سورية - المجلد الخامس عشر 2006. تقارير البعثة الأثرية البريطانية التي عملت في الموقع منذ ثمانينات القرن الماضي، ونشرت في
مجلة الحوليات الأثرية السورية.