تركيز الطفل مشكلة لها حل
أحيانا تشكو الأم من كثرة حركة طفلها في سن الحضانة وقد تشكو المدرسات من كثرة حركته أيضا داخل الفصل بعد انتهائه من أداء مايطلب منه دون انتظار انتهاء الحصة.. لكن الدكتورة هبة رشوان.
ـ إخصائية الصحة النفسية والتربوية ـ تؤكد أنه لا يوجد ارتباط بين نشاط الطفل وحركته الزائدين بذكائه, وبالتالي مستواه الدراسي, فهناك أطفال لا يجلسون علي الكرسي وكثيرو الحركة هنا وهناك بداخل الفصل ولكن مع ذلك يثبتون قدرتهم علي الاستيعاب الجيد لما يقال ويجيبون عن كل الأسئلة التي توجه إليهم وهذا يدعونا إلي عدم الانزعاج والقلق.
وتنبه إلي أن كثيرا من مناهج الحضانة وطرق التدريس في رياض الأطفال لا تراعي امكانات الطفل وبصفة خاصة قدرته المحدودة علي التركيز, ولذلك يعتمدون في مدارس اللغات علي التنوع الشديد في توصيل المعلومة, بينما يصر المعلمون في بعض المدارس علي أن يكون الواجب المنزلي كتابة الحرف الواحد عشرين مرة علي سبيل المثال, بينما نجد بلدا مثل المانيا تقاضي المدرس وتحاكمه لو طلب من طفل دون السادسة الامساك بالقلم وكتابة الحروف بدقة أكثر من مرة, فذلك لا يتواءم مع النمو العضلي لطفل الرابعة أو الخامسة.
وتنصح د. هبة رشوان الأم باتباع بعض النقاط لتسهيل عملية المذاكرة للطفل كثير الحركة, أهمها:
* لا تجبري طفلك علي الجلوس لفترات طويلة ولكن ابدئي بمدة بسيطة تجلسين فيها بجانبه وتشجعينه علي القيام بواجبه بينما تقومين بالثناء علي حرصه علي تحسين خطه وعلي إقباله علي استذكار دروسه وعمل واجباته.
* حددي له مكافأة إذا استطاع التركيز فيما هو مطلوب منه لمدة تحددينها له مثلا ولتكن عشر دقائق وتشرحين له علي ساعة كبيرة أمامه متي تنتهي المهلة, ولا يفضل أن تكون المكافأة دائما مادية, فالتنوع مطلوب, فمرة تكون هدية بسيطة ومرة معنوية كالذهاب إلي النادي أو زيارة لإحدي الحدائق والتنزه بها وهكذا.
* لابد من تعريفه اننا جميعا نسعي لراحته ولذلك سوف نقسم الواجب إلي مرحلتين كل منهما مدتها عشر دقائق تتبعها راحة, ويجب أن يتسم أسلوب التحدث مع الصغير بالتشجيع حتي لا يشعر بأن المدرسة والمذاكرة هم وكرب لا مفر منه.
* اجعلي كل همك ليس قيامه بواجباته المدرسية فقط ولكن تعليمه أن يلتزم دوما بالقيام بماهو مطلوب منه علي أكمل وجه, وهذا السلوك ليس وليد يوم وليلة بل وليد التشجيع والترحيب بكل إنجاز يحققه ولو بسيطا مع الحزم للقيام بما هو مطلوب منه أيضا.
* إذا كان طفلك من الأطفال الذين سريعا ما ينتهون مماطلب منهم بداخل الفصل ويستغلون باقي الوقت للعب فهذا معناه انه يحتاج إلي تفريغ طاقته في شيء ما ولا يستطيع الصبر حتي ينتهي باقي زملائه من الدرس, وهذا النوع من الأطفال يحتاج دوما إلي شغله بشيء ما, فإن كانت هذه هي شكوي مدرسته من سلوكه بداخل الفصل, فما عليك سوي التنسيق مع المدرسة لاعطائه شيئا يرسمه أو يلونه بمجرد أن ينتهي من درسه داخل الفصل.