نا حر. لكن بلادى لا تزال أسيرة الحرب. كان هناك
الكثير من الحديث عن الفعل والشخص الذى أقدم عليه، وعن البطل والعمل
البطولى، وعن الرمز والعمل الرمزى. لكننى ببساطة أجيب أن ما دفعنى للتصرف
هكذا هو الظلم الواقع على شعبى، وكيف أن الاحتلال يريد إذلال وطنى بوضعه
تحت حذائه.
لقد اعتدنا أن نكون دولة يتشارك فيها العربى مع
التركمانى والكردى والآشورى والصابئى واليزيدى قوت يومه. وكان الشيعى يصلى
مع السنى فى صف واحد، ويحتفل العالم الإسلامى مع المسيحى بميلاد المسيح.
هذا على الرغم من حقيقة أننا تشاركنا فى الجوع والعقوبات لأكثر من عقد من
الزمان. صبرنا وتضامننا لم يجعلنا ننسى القمع، لكن الاحتلال فرق الأخ عن
شقيقه والجار عن جاره. وحول منازلنا إلى خيم عزاء
أنا لست بطلاً، لكن لدي رأي محدد، ولدي موقف. فأنا أشعر بالإذلال عندما
تذل بلادى وعندما أرى مدينتى بغداد تحترق، وعندما أرى شعبى يقتل. فكانت
آلاف من الصورة المأسوية عالقة فى ذهنى، تدفعنى نحو طريق المواجهة. فضيحة
أبو غريب، فضيحة الفالوجة والنجف الحديثة ومدينة الصدر والبصرة وديالى
والموصل وتل عفر وكل شبر فى أرضى الجريجة. لقد سافرت عبر أرضى المحترقة
وشاهدت بعينى آلاف الضحايا وسمعت بأذنى صرخات الأيتام والمكلومين، وشعور
العار يلاحقنى مثل الاسم القبيح لأننى كنت عاجزاً.